قنص اليوم ..
ثمة بسوق "لرباع دزمان" كانت تتوزع كل الصنائع و الحرف و البضائع لكل سلعة رحبة تسمى باسمها :
الجزارين و الخضارين و العطارين و الدرازين و الخرازين و الحدادين و الكوايين و هلم جرا ..
ما بين قوس السوق الجنوبي(الدخلة) و باب بوغابة و دار الحمامصي كانت هناك "كوبانيات" و مكاتب صغيرة و شبه غابة من أشجار الكاليبتوس الضخمة ذات الظلال الوارفة لطالما كانت المرتع و المقام المريح للعائلات و الشباب و الرجال و هم يتناولون جلوسا و قعودا فرادى و جماعات ما جادت عليهم به رحاب السوق من بقول و كروم و بطيخ و دلاح بلدي و رمان الباطيا و الطرقية و البرتقال السلماني و الكرونب و اللفت الكدياني و الزغواني التهريزي و غيره مما كانت تجود به مغارس و جنان و حدائق فلاحي صنهاجة..ناهيك عن السمن الطبيعي والزبدة و العسل الجبلي والتين والزبيب و الزيتون "المشرط" و "المفطخ" و المشمع و خرفة الهندية اللذيذة من سفوح و مغارس أهل الدشار و كزناية و والبرقوق البوعدلي و القري بشتى تلاوينه و أصنافه و مذاقاته ..
كان يشرف على راس كل حرفة امينا يراقب سير الصنعة و جودتها عريفا بكل ما جد و استجد مهابا محترما من طرف كل الحرفيين والمهنيين و الصناع ..
رحم الله جميع من عاش تلكم الفترة الذهبية من ذاكرة سوق لرباع دعين مديونة و أطال الله في أعمار الباقين و إلى قنص جديد آخر بإذنه تعالى ضمن سلسلة "حكايات سوق لرباع" مع أجمل تحية لكن و لكم
من ذاكرة السوق يحكى أن :
واحد اليزمي كان كيبيع الصوف مغزول فرحبة الدرازين جنب "الكوبانية" فلرباع القديمة جا واحد يساوموا و معاه واحد صاحبو من تاهريز الذراع ديالو فيه مترو تبارك الله و بدا كيعبر اليزمي شاف الشغول ما مخرجوش خطف ليه من يدو هادك الغزيل دصوف و آللو "أثاني ما جبرت غا هذا فالسوء كامل، جاوبوا صاحبنا أللو هو اللي كاين ، أللو اليزمي إيوا هذا أثاني عبيه يعبر لك فلوطه هههه
مع أغلى التحايا لكم جميعا أحبتنا الأفاضل داخل و خارج أرض الوطن ..
و إلى حكاية جديدة من ذاكرة سوق لرباع ⚘️